1220.دعاء مشاري لموتانا وموتي التائبين

الجمعة، 13 سبتمبر 2024

تاريخ البانيا الي تاريخ بلجيكا

يشكل تاريخ ألبانيا جزءًا من تاريخ أوروبا. خلال العصور الكلاسيكية القديمة، كانت ألبانيا موطنًا لعدد من القبائل الإيليرية مثل قبائل الأرديي والألبانوا والأمانتيني والإنشيلي والتولانتي وغيرهم الكثير، إلى جانب وجود قبائل تراقية ويونانية، فضلًا عن تأسيس مستعمرات يونانية عدة على الساحل الإيليري. في القرن الثالث قبل الميلاد، ضمت روما هذه المنطقة وأصبحت جزءًا من الولايات الرومانية التالية: دالماتيا ومقدونيا ومويسيا العليا. بعد ذلك، ظلت المنطقة تحت السيطرة الرومانية والبيزنطية حتى الهجرات السلافية في القرن السابع. دُمجت في الإمبراطورية البلغارية في القرن التاسع.
في العصور الوسطى، أُنشأت إمارة أربير واتحادٌ صقلي عُرف باسم مملكة ألبانيا في العصور الوسطى. أصبحت بعض المناطق جزءًا من إمبراطورية البندقية ولاحقًا من الإمبراطورية الصربية. بين منتصف القرن الرابع عشر وأواخر القرن الخامس عشر، سادت الإمارات الألبانية على معظم ألبانيا الحديثة، لتسقط بعدها أمام الغزو المطرد للإمبراطورية العثمانية. ظلت ألبانيا تحت السيطرة العثمانية بكونها جزء من مقاطعة روميليا حتى عام 1912؛ مع بعض الانقطاعات خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عندما أُفسخ الطريق أمام اللوردات الألبان الميالين للاستقلال. تأسست أول دولة ألبانية مستقلة بإعلان الاستقلال الألباني بعد فترة احتلال قصيرة من قِبل مملكة صربيا.
يعود تاريخ تكوين الوعي القومي الألباني إلى أواخر القرن التاسع عشر وهو جزء من الظاهرة الأكبر المتمثلة بنهوض القومية في ظل الإمبراطورية العثمانية.
كانت الدولة الملكية قصيرة الأجل المعروفة باسم إمارة ألبانيا (1914 – 1925) سابقةً لأول جمهورية ألبانية (1925 – 1928). حلت ملكية أخرى، مملكة ألبانيا (1928 – 1939)، محل الجمهورية. شهدت البلاد احتلالًا إيطاليًا قبيل الحرب العالمية الثانية. بعد انهيار قوى المحور، أصبحت ألبانيا دولة شيوعية، جمهورية ألبانيا الشعبية الاشتراكية، سيطر أنور خوجة (توفي عام 1985) على معظم فترة بروزها. أشرف الوريث السياسي لخوجة، رامز علياء، على تفكك الدولة «الخوجية» خلال الانهيار الأكبر للكتلة الشرقية في أواخر ثمانينيات القرن العشرين.
انهار النظام الشيوعي في عام 1990، وهُزم حزب العمال الشيوعي الألباني السابق في انتخابات مارس 1992، وسط الانهيار الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية. أدى الوضع الاقتصادي غير المستقر إلى الشتات الألباني، وفي معظمه إلى إيطاليا واليونان وسويسرا وألمانيا وأمريكا الشمالية خلال عام 1990. بلغت الأزمة ذروتها في الاضطرابات الألبانية عام 1997. أدى تحسين الظروف الاقتصادية والسياسية في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين إلى تمكن ألبانيا من تحقيق العضوية الكاملة في الناتو عام 2009. تتقدم البلاد بطلبٍ للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
العصور الوسطى
بدايات العصور الوسطىبعد سقوط المنطقة في يد الرومان عام 168 قبل الميلاد، أصبحت جزءًا من إيبيروس الجديدة والتي كانت بدورها جزءًا من ولاية مقدونيا الرومانية. عندما قُسمت الإمبراطورية الرومانية إلى شرقية وغربية عام 395، أصبحت أراضي ألبانيا الحالية جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية. منذ العقود الأولى للحكم البيزنطي (حتى 461)، عانت المنطقة من غارات مدمرة للقوط الغربيين والهون والقوط الشرقيين. في القرنين السادس والسابع، شهدت المنطقة توافدًا للسلافيين.بشكل عام، دمر الغزاة أو أضعفوا المراكز الثقافية الرومانية والبيزنطية في الأراضي التي ستصبح ألبانيا.في أواخر القرنين الحادي عشر والثاني عشر، لعبت المنطقة دورًا حاسمًا في الحروب البيزنطية النورمانية؛ كانت دورس الحد الغربي الأقصى من طريق فيا إغناتيا، وهو الطريق البري الرئيسي المؤدي إلى القسطنطينية، وكانت واحدة من الأهداف البارزة للنورمان. بنهاية القرن الثاني عشر، مع ضعف السلطة المركزية البيزنطية وانتشار التمردات والانفصالات الإقليمية، أصبحت منطقة أربانون إمارة مستقلة يحكمها أمرائها المتوارثون. في عام 1258، استولى الصقليون على جزيرة كورفو والساحل الألباني، من دورس إلى فالونا وباثروتم، ونحو الداخل حتى بيرات. كان الموضع المكين هذا، بعد إعادة تشكيله في عام 1272 باسم «مملكة ألبانيا»، هدف الحاكم الصقلي النشيط، شارل أنجو، في أن يكون نقطة انطلاقٍ لغزو بري على الإمبراطورية البيزنطية. رغم ذلك، تمكن البيزنطيون من استعادة معظم ألبانيا بحلول عام 1274، وتركوا فالونا ودورس فقط بين يدي شارل. في النهاية، عندما بدأ شارل تقدمه الذي تأخر كثيرًا، أوقف في حصار بيرات في 1280 – 1281. ظلت ألبانيا بمعظمها جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية حتى الحرب الأهلية البيزنطية في 1341 – 1347، إذ سقطت بعدها في يد الحاكم الصربي ستيفن دوشان.في منتصف القرن التاسع، أصبح شرق ألبانيا بمعظمه جزءًا من الإمبراطورية البلغارية. أصبحت المنطقة المعروفة باسم كوتميتشفيتسا مركزًا ثقافيًا بلغاريًا هامًا في القرن العاشر إلى جانب العديد من المدن المزدهرة مثل ديفول وكلافينيتسا (بالش) وبلغراد (بيرات). عندما تمكن البيزنطيون من غزو الإمبراطورية البلغارية الأولى، كانت القلاع الواقعة في شرق ألبانيا آخر المعاقل البلغارية التي خضعت للبيزنطيين. في وقت لاحق استعادت الإمبراطورية البلغارية الثانية المنطقة.في العصور الوسطى بدأ استخدام اسم أربيريا على نحو متزايد للمنطقة التي تشمل الآن دولة ألبانيا. وُثق أول ذكرٍ لا لبس فيه للألبانيين في السجلات التاريخية في مرجعٍ بيزنطي عام 1079 – 1080، في عملٍ بعنوان التاريخ للمؤرخ البيزنطي مايكل أتالياتس، الذي ذكر مشاركة قبائل الألبانوا في ثورةٍ ضد القسطنطينية في عام 1043 وذكر الأربانيتاي بصفتهم رعايا دوق دورس. جاء ذِكرٌ آخر لا جدال فيه للألبانيين من قِبل أتالياتس نفسه، حول مشاركتهم في أحد التمردات نحو عام 1078.
إمارة أربيرفي عام 1190، تأسست إمارة أربير (أربانون) على يد الأركون (الحاكم) بروغون في منطقة كرويه. جاء جين بروغوني خلفًا لبروغون تلاه دميتري بروغوني. امتدت أربانون على المناطق الحديثة في وسط ألبانيا، مع توضع عاصمتها في كرويه.تأسست إمارة أربانون في عام 1190 على يد الأركون بروغون في المنطقة المحيطة بكرويه، إلى الشرق والشمال الشرقي من أراضي البندقية. تولى جين، تلاه دميتري، الحكم خلفًا لوالدهما بروغون، وتمكنا من الاحتفاظ بدرجة كبيرة من الاستقلالية عن الإمبراطورية البيزنطية. في عام 1204، نالت أربانون الاستقلال السياسي الكامل، وإن كان مؤقتًا، مستفيدة من ضعف القسطنطينية بعد نهبها خلال الحملة الصليبية الرابعة. ومع ذلك، فقدت أربانون هذا القدر الواسع من الاستقلالية نحو عام 1216، عندما بدأ حاكم إيبيروس، مايكل الأول كومنين دوكا، غزوًا شماليًا على ألبانيا ومقدونيا، مستوليًا على كرويه ومنهيًا استقلال إمارة أربانون وحاكمها، دميتري. بعد وفاة دميتري، آخر حكام عائلة بروغون، جرت السيطرة على أربانون تباعًا من قِبل ديسبوتية إيبيروس والإمبراطورية البلغارية، ومنذ عام 1235، من قِبل إمبراطورية نيقية.أثناء النزاعات بين مايكل الثاني كومنين دوكا حاكم إيبيروس والإمبراطور جون الثالث دوكاس فاتاتزس، انضم غولم (حاكم أربانون في ذلك الوقت) وثيودور بتراليفاس، اللذين كانا حلفاءً لمايكل في البداية، إلى جون الثالث في عام 1252. كان آخر ذكر له في المراجع بين قادة محليين آخرين، في لقاء له مع جورج أكروبوليتس في دورس عام 1256. استفادت أربانون من طريق التجارة فيا إغناتيا، الذي جلب الثروة والمنافع من الحضارة البيزنطية الأكثر تطورًا.
العصور الوسطى العليابعد سقوط إمارة آربر في الأراضي التي استولت عليها ديسبوتية إبيروس، تأسست مملكة ألبانيا على يد تشارلز أنجو. حصل على لقب ملك ألبانيا في فبراير 1272. امتدت المملكة من منطقة دوريس (التي عرفت آنذاك باسم ديراكيوم) جنوبًا على طول الساحل حتى بوترينت. أعاد تشارلز أنجو أنظاره نحو ألبانيا بعد فشل الحملة الصليبية الثامنة. بدأ بالاتصال بالقادة الألبانيين ورجال الدين الكاثوليك المحليين. قام اثنان من الكهنة الكاثوليك المحليين، وهما جون من دوريس ونيكولا من أربانون، بإجراء المفاوضات بين تشارلز أنجو والنبلاء المحليين. قاموا بعدة رحلات بين ألبانيا وإيطاليا خلال عام 1271، ونجحوا في مهمتهم في النهاية.في الثاني من فبراير عام 1272، توجه وفد من النبلاء الألبان ومواطنون من دوريس إلى بلاط تشارلز. وقع تشارلز معاهدة معهم وأُعلن ملكًا لألبانيا «بموافقة مشتركة من الأساقفة والكونت والبارونات والجنود والمواطنين»، ووعد بحمايتهم واحترام الامتيازات التي حصلوا عليها من الإمبراطورية البيزنطية. أعلنت المعاهدة اتحاد مملكة ألبانيا (باللاتينية: Regnum Albanie) مع مملكة صقلية التي حكمها الملك تشارلز أنجو. عين غازو تشيناردو نائبًا عامًا له، وكان يأمل في القيام بحملته ضد القسطنطينية مجددًا. على مدى عامي 1272 و1273، أرسل الكثير من المؤن إلى بلدتي دوريس وفلوره. أثار هذا الأمر قلق الإمبراطور البيزنطي، ميخائيل الثامن باليولوغوس، الذي بدأ بإرسال مكاتيب إلى النبلاء الألبان المحليين محاولًا أن يقنعهم بإيقاف دعمهم لتشارلز أنجو والتحول إلى صفه. وضع النبلاء الألبان ثقتهم في تشارلز رغم ذلك، وأثنى عليهم بدوره لولائهم. شهدت المملكة نزاعًا مسلحًا مع الإمبراطورية البيزنطية طوال فترة وجودها. تقلص حجم المملكة إلى مساحة صغيرة في دوريس. كانت دوريس حبيسة بسبب إمارة كارل ثوبيا حتى قبل الاستيلاء عليها. أعلن كارل ثوبيا نفسه سليلًا للأنجويين، واستولى على دوريس عام 1368 لينشأ إمارة ألبانيا. شهدت الكاثوليكية انتشارًا سريعًا بين العامة خلال زمن إمارة ألبانيا، ما أثر على المجتمع وعلى الهندسة المعمارية للمملكة أيضًا. ظهر نوع غربي من الإقطاعية وحل محل نظام البرونويا (الرعاية) البيزنطي.
الإمارات وعصبة ليجهفي عام 1371، تفككت الإمبراطورية الصربية وتشكلت العديد من الإمارات الألبانية، وبرزت منها إمارة كاستريوتي وإمارة ألبانيا وديسبوتية آرتا بصفتها إمارات رئيسية. في أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر، احتلت الإمبراطورية العثمانية أجزاءً من جنوب ألبانيا ووسطها. استعاد الألبانيون السيطرة على أراضيهم عام 1444 حين تأسست عصبة ليجه بقيادة البطل القومي الألباني جورج كاستريوتي إسكندر بك. كانت العصبة عبارة عن تحالف عسكري بين اللوردات الإقطاعيين في ألبانيا وتشكلت في ليجه في الثاني من مارس عام 1444، بدأت ونُظمت بإشراف من البندقية مع اختيار إسكندر بك قائدًا للزعماء الألبان والصربيين المحليين متحدين ضد الإمبراطورية العثمانية. كان أعضاء العصبة الرئيسيون هم آريانيتي وبالزيتش ودوكاجيني ومزقة وإسبانيا وثوبيا وكرنويفيتشي. طوال 25 عامًا ممتدة بين عامي 1443 و1468، تقدم جيش ثوبيا البالغ قوامه 10,000 رجل عبر الأراضي العثمانية منتصرًا في مواجهة القوات العثمانية الأكبر عددًا والأفضل إمدادًا. كان كل من المجر ونابولي والبندقية أعداءً سابقين لجيش إسكندر بك، ولكن دفعهم تهديد التقدم العثماني لموطنهم إلى تقديم الأساس والدعم المادي اللازم للجيش. بحلول عام 1450، توقف الجيش عن القتال على النحو المنشود في الأساس، وبقي مركز التحالف بقيادة إسكندر بك وآرانيتي كومينو مستمرًا في القتال. بعد وفاة إسكندر بك عام 1468، تمكن السلطان من «قمع ألبانيا بسهولة»، ولكن لم تحد وفاة إسكندر بك من النضال من أجل الاستقلال، واستمر القتال حتى الحصار العثماني لإشقودرة في 1478-1479، وانتهى الحصار حين تنازلت جمهورية البندقية عن إشقودرة لصالح العثمانيين في معاهدة السلام لعام 1479.
الفترة العثمانية المبكرةبدأت السيادة العثمانية في منطقة غرب البلقان عام 1385 مع انتصار العثمانيين في معركة سافرا. أسست الإمبراطورية العثمانية سنجق ألبانيا بعد المعركة في عام 1415، وغطى الأجزاء المحتلة من ألبانيا والتي تضمنت المنطقة الممتدة من نهر مات في الشمال وصولًا إلى شامريا في الجنوب. في عام 1419، أصبحت جيروكاسترا المركز الإداري لسنجق ألبانيا.تمتع النبلاء الألبانيون في الشمال بالحكم الذاتي على أراضيهم رغم تبعيتهم للإمبراطورية العثمانية، ولكن وُضع القسم الجنوبي تحت الحكم المباشر للإمبراطورية العثمانية، وثارت العامة والنبلاء ضد العثمانيين بقيادة غريغ آريانيتي نظرًا لاستبدال العثمانيين قسمًا كبيرًا من النبلاء المحليين بملاك الأراضي العثمانيين وفرض نظام الحكومة المركزية والضرائب العثماني.خلال المراحل الأولى من الثورة، قُتل العديد من ملاك الأراضي (التيمار) أو طُردوا. مع انتشار الثورة، عاد النبلاء الذين جردهم العثمانيون من أملاكهم لينضموا إلى الثورة وحاولوا تشكيل تحالفات مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة. نجح قادة الثورة في الانتصار على الحملات العثمانية المتعاقبة، لكنهم فشلوا في الاستيلاء على العديد من المدن المهمة في سنجق ألبانيا. شمل المقاتلون الرئيسيون أفرادًا من عائلات دوكاجيني وزينيبيشي وثوبيا وكاستريوتي وآريانيتي. في المرحلة التالية، نجح الثوار في الاستيلاء على بعض المدن الكبرى مثل داغنوم. أمنت الحصارات المطولة، مثل حصار جيروكاسترا، عاصمة السنجق، الوقت الكافي للعثمانيين لتجميع قوات كبيرة من أجزاء أخرى من الإمبراطورية وإخضاع الثورة الرئيسية بحلول عام 1436. ساهم افتقار الثورة إلى التنسيق في هزيمتها النهائية للغاية، إذ تصرف القادة الثوار بصورة ذاتية دون قيادة مركزية.
الحروب العثمانية الألبانيةجُند العديد من الألبان في الفيلق الإنكشاري، منهم الوريث الإقطاعي جورج كاستريوتي الذي غير الضباط الأتراك اسمه إلى إسكندر بك في أدرنة. بعد هزيمة العثمانيين في معركة نيش على يد المجريين، انشق إسكندر بك في نوفمبر عام 1443 وبدأ ثورة ضد الإمبراطورية العثمانية.عاد إسكندر بك إلى المسيحية بعد انشقاقه وأعلن الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية التي قاد فيها من عام 1443 حتى 1468. استدعى إسكندر بك الأمراء الألبانيين إلى مدينة ليجه الخاضعة لحكم البندقية حيث شكلوا عصبة ليجه. أفاد جيبون أن «الألبانيين أجمعوا على العيش والموت مع أميرهم الوارث في السباق العسكري»، وأن «إسكندر بك انتُخب في مجلس ولايات إبيروس قائدًا للحرب التركية وشارك كل حليف في تقديم نسبة جيدة من المال والجنود». أوقفت قوة ألبانية ذات علم أحمر يحمل شعار إسكندر بك الحملات العثمانية لمدة خمسة وعشرين عامًا وتغلبت على عدد من الحصارات الكبرى، منها حصار كرويه (1450)، وحصار كرويه الثاني (1466-1467)، وحصار كرويه الثالث (1467) ضد القوات التي قادها السلطانان العثمانيان مراد الثاني ومحمد الثاني. لمدة 25 عامًا، تقدم جيش إسكندر بك البالغ قوامه 10,000 رجل عبر الأراضي العثمانية منتصرًا في مواجهة القوات العثمانية الأكبر عددًا والأفضل إمدادًا.
هزم إسكندر بك العثمانيين في عدد من المعارك خلال ثورته، منها تورفيول وأورانيك وأوتونيتي ومودريك وأوريد وموكرا، وكان انتصاره الأعظم في معركة المياه البيضاء. لم يتلقَ إسكندر بك الدعم الذي وُعد به من قبل البابوات والولايات الإيطالية والبندقية ونابولي وميلانو. توفي عام 1468 ولم يترك وراءه خلفًا محددًا. استمرت الثورة بعد وفاته، ولكن لم تحافظ على نجاحها السابق. تعثرت الولاءات والتحالفات التي أنشأها إسكندر بك ورعاها، وتهاوت واستعاد العثمانيون السيطرة على أراضي ألبانيا، وبلغ الأمر ذروته في حصار إشقودرة عام 1479. بقيت بعض الأراضي الألبانية في الشمال تحت سيطرة البندقية. فر العديد من الألبانيين إلى إيطاليا المجاورة بعد مدة قصيرة من سقوط القلاع في شمال ألبانيا، ما أدى إلى ظهور مجتمعات الأربيريشي التي ما تزال تعيش في البلاد حتى الوقت الحاضر.
أصبح نضال إسكندر بك الطويل للحفاظ على ألبانيا حرة حدثًا جللًا لدى الشعب الألباني، إذ عزز تضامنهم وجعلهم أكثر وعيًا بهويتهم القومية وعمل لاحقًا مصدرًا كبيرًا للإلهام في نضالهم من أجل الوحدة الوطنية والحرية والاستقلال.
=========================
أندورا تدعي أنها هي الدولة المتبقية المستقلة الأخيرة من الثغر الإسباني، دويلة حاجزة أنشأها شارلمان للحفاظ على المغاربة المسلمين من التقدم داخل فرنسا المسيحية.
التقليد يذهب إلى ان شارلمان منح ميثاقاً لشعب أندورا في مقابل قتالهم المغاربة. في القرن 9، قام حفيد شارلمان شارل الأصلع بتسمية الكونت أورجيل أفرلورد أندورا. وقام أحفاد الكونت بإعطاء الأراضي في وقت لاحق إلى أبرشية أورغل، برئاسة أسقف أورغل.
انظر أيضاًتاريخ أوروبا
تاريخ فرنسا
تاريخ إسبانيا
ملاحظات
"معلومات عن تاريخ أندورا على موقع snl.no". snl.no. مؤرشف من الأصل في 2021-10-22.
============================
تارلخ ارمينيا
يشمل تاريخ أرمينيا المواضيع المتعلقة بتاريخ جمهورية أرمينيا إضافة إلى تاريخ الشعب الأرمني واللغة الأرمنية والمناطق التي تعتبر أرمنية تاريخيًا وجغرافيًا.
تقع أرمينيا في المرتفعات المحيطة بجبل أرارات التوراتي. كان الاسم الأرمني الأصلي للبلاد هايك وأصبح لاحقًا هاياستان، وتُترجم إلى «أرض هايك» فهي مشتقة من كلمة هايك ومن اللاحقة الفارسية «ستان» («أرض»). كان بيل، أو بعل بتعبير آخر، العدو التاريخي لهايك (الحاكم الأسطوري لأرمينيا).أعطت الدول المجاورة اسم أرمينيا لهذه المنطقة، وهو مشتق تاريخيًا من أرميناك أو آرام (ينحدر من نسل هايك، وهو زعيم آخر يُعد وفقًا للتقاليد الأرمنية سلف جميع الأرمن). في العصر البرونزي، ازدهرت عدة دول في منطقة أرمينيا الكبرى، من بينها الإمبراطورية الحيثية (في أوج قوتها) وميتاني (جنوب غرب أرمينيا التاريخية) وهاياسا أزي (1600 – 1200 قبل الميلاد). بُعيد انهيار هاياسا أزي، بسط اتحاد قبائل نايري (1400 – 1000 قبل الميلاد) نفوذه على المرتفعات الأرمنية تلاه مملكة أورارتو (1000 – 600 قبل الميلاد). ساهمت كل من الدول والقبائل المذكورة آنفًا في التكوين الإثني للشعب الأرمني. يعود تاريخ يريفان، العاصمة الحديثة لأرمينيا، إلى القرن الثامن قبل الميلاد، حين تأسست قلعة إريبوني عام 782 قبل الميلاد على يد الملك أرغيشتي الأول في أقصى غرب سهل أرارات. وُصفت إريبوني بأنها «مصممة لتكون مركزًا إداريًا ودينيًا عظيمًا، وعاصمةً ملكيةً بكل معنى الكلمة».خلفت سلالة أورونتيد مملكة أورارتو (الكلمة الآشورية لأرارات) التي تعود إلى العصر الحديدي. بعد الحكم الفارسي والحكم المقدوني اللاحق، أنشأت سلالة أرضاشيس من عام 190 قبل الميلاد مملكة أرمينيا التي بلغت أوج نفوذها على يد ديكرانوس الثاني قبل أن تقع تحت الحكم الروماني.في عام 301، كانت أرمينيا الأرساسيدية أول دولة مستقلة تقر بالمسيحية دينًا للدولة. وقع الأرمن في وقت لاحق تحت هيمنة الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية والإسلامية، ولكنهم استعادوا استقلالهم مع السلالة البقرادونية التي أسست مملكة أرمينيا. بعد سقوط المملكة عام 1045، وغزو السلاجقة لأرمينيا عام 1064، أسس الأرمن مملكةً في قيليقية، حيث امتدت ملكيتهم حتى عام 1375.منذ بدايات القرن السادس عشر، خضعت أرمينيا الكبرى للحكم الصفوي الفارسي؛ إلا أن أرمينيا الغربية خضعت على مر القرون للحكم العثماني، في حين ظلت أرمينيا الشرقية ترزح تحت الحكم الفارسي. بحلول القرن التاسع عشر، غزت روسيا أرمينيا الشرقية وقسمت أرمينيا الكبرى بين الإمبراطوريتين العثمانية والروسية.في بدايات القرن العشرين، تعرض الأرمن للإبادة الجماعية على يد الحكومة العثمانية في تركيا، وقُتل فيها 1.5 مليون أرمني وتشتت على إثرها العديد من الأرمن في جميع أنحاء العالم عن طريق سوريا ولبنان. منذ ذلك الحين، استعادت أرمينيا، التي تتوافق أراضيها مع معظم أراضي أرمينيا الشرقية، استقلالها في عام 1918، بتأسيس جمهورية أرمينيا الأولى، وفي عام 1991، تأسست جمهورية أرمينيا.
العصور الوسطى
الخلافة العربية وبيزنطة وأرمينيا البقرادونيةفي عام 591، هزم الإمبراطور البيزنطي موريس الفرس واسترد معظم ما تبقى من الأراضي الأرمنية وأخضعها للإمبراطورية. في عام 629، أكمل الإمبراطور هرقل، وهو نفسه من الاثنية الأرمنية، استرداد الأراضي. في عام 645، هاجمت جيوش الخلافة العربية الإسلامية البلاد واحتلتها. خضعت أرمينيا، التي كان لها حكامها في السابق وكانت في فترات أخرى تحت السيطرة الفارسية والبيزنطية، إلى حد كبير لسلطة الخلفاء، فنشأت إمارة أرمينية.ومع ذلك، كانت هناك أجزاء من أرمينيا لا تزال محاطة بسيطرة الإمبراطورية، وتضم العديد من الأرمن. امتلك هؤلاء السكان قوة بالغة داخل الإمبراطورية. كان الإمبراطور هرقل (641 – 610) من أصل أرمني، وكذلك الإمبراطور فيليبيكوس باردانيس (713 – 711). كان الإمبراطور باسيل الأول، الذي تولى العرش البيزنطي عام 867، مؤسس ما يُطلق عليه أحيانًا السلالة الأرمنية، مما يعكس التأثير القوي للأرمن على الإمبراطورية البيزنطية.
بتطورها كمملكة إقطاعية في القرن التاسع، شهدت أرمينيا تجديدًا ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا مقتضبًا في ظل السلالة البقرادونية. في نهاية المطاف، أُقر بسيادة أرمينيا البقرادونية من قِبل اثنين من القوى الكبرى في المنطقة: بغداد في 885 والقسطنطينية في 886. شُيدت آني، العاصمة الأرمنية الجديدة، في أوج قوة المملكة عام 964.
سلالة بنو سلاراحتلت سلالة بنو سلار الإيرانية أجزاءً من أرمينيا الشرقية في النصف الثاني من القرن العاشر.
أرمينيا السلجوقيةرغم تأسيس السلالة البقرادونية الأصلية في ظل ظروف مواتية، إلا أن النظام الإقطاعي أضعف البلاد تدريجيًا من خلال تقويض الولاء للحكومة المركزية. وهكذا اتضح أن أرمينيا الضعيفة داخليًا ضحية سهلة للبيزنطيين، الذين استولوا على آني عام 1045. بدورها، استولت السلالة السلجوقية في ظل حكم ألب أرسلان على المدينة عام 1064.
في عام 1071، بعد هزيمة القوات البيزنطية على يد السلاجقة الأتراك في معركة ملاذكرد، استولى الأتراك على بقية أرمينيا الكبرى وجزء كبير من الأناضول. وهكذا انتهت القيادة المسيحية لأرمينيا على مدى الألفية التالية باستثناء فترة نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر، عندما كانت السلطة الإسلامية في أرمينيا الكبرى تشهد اضطرابًا كبيرًا من تجدد ظهور مملكة جورجيا. ضافر العديد من النبلاء المحليين (نخارارس) جهودهم مع الجورجيين، مما أدى إلى تحرير العديد من المناطق في شمال أرمينيا، مناطقٌ حكمتها عائلة نبيلة أرمنية جورجية بارزة تدعى الزكاريين-المخارغرزيلي، تحت سلطة التاج الجورجي.
مملكة قيليقية الأرمنيةهربًا من الموت أو العبودية على أيدي أولئك الذين اغتالوا قريبه غاغيك الثاني، ملك آني، ذهب روبن، وهو أرمني، مع بعضٍ من مواطنيه إلى مضيق جبال طوروس ومن ثم إلى طرسوس في قيليقية. وفّر لهم الحاكم البيزنطي هناك المأوى في أواخر القرن الحادي عشر. حكمت أسرتان ملكيتان كبيرتان، الروبنيون والهيثوميون، ما أصبح في عام 1199، بتتويج ليفون الأول، مملكة قيليقية الأرمنية ومن خلال الدبلوماسية الماهرة والتحالفات العسكرية حافظوا على استقلاليتهم السياسية حتى 1375. اعتمد الاستقلال السياسي للمملكة على شبكة واسعة من القلاع التي سيطرت على الممرات الجبلية والموانئ الاستراتيجية. توضعت جميع المستوطنات المدنية تقريبًا أسفل هذه الحصون مباشرةً أو بالقرب منها.بعد ظهور عناصر الحملة الصليبية الأولى في آسيا الصغرى، كوّن الأرمن علاقات وثيقة مع الدول الصليبية الأوروبية. ازدهروا في جنوب شرق آسيا الصغرى قبل اجتياحها على يد الدول الإسلامية. ترك الكونت بالدوين، الذي كان يمر مع بقية الصليبيين عبر آسيا الصغرى متجهًا إلى القدس، الجيش الصليبي وتبناه توروس حاكم الرها، وهو أرمني من طائفة الروم الأرثوذكس. نظرًا لأنهم كانوا معاديين للسلاجقة وغير ودودين مع البيزنطيين، فقد تعاطف الأرمن مع الكونت الصليبي. لذلك عندما اغتيل توروس، أصبح بالدوين حاكمًا لكونتية الرها الصليبية الجديدة. بدا أن الأرمن كانوا سعداء بحكم بالدوين والصليبيين بشكل عام، وقاتل عدد منهم إلى جانب الصليبيين. عندما جرى الاستيلاء على أنطاكية (1097)، مُنح قسطنطين، ابن روبن، لقب بارون من الصليبيين.أصبحت قيليقية على إثر الحملة الصليبية الثالثة وغيرها من الوقائع في أماكن أخرى المقام المسيحي المتين الوحيد في الشرق الأوسط. تزاحمت القوى العالمية، مثل بيزنطة والإمبراطورية الرومانية المقدسة والبابوية وحتى الخليفة العباسي، وتنافست على فرض تأثيرها في البلاد، وتسابق كل منها ليكون أول من يعترف بليو الثاني، أمير أرمينيا الصغرى، بصفته الملك الشرعي. نتيجة لذلك، مُنح تاجًا من قِبل الإمبراطور الألماني والبيزنطي على حد سواء. حضر التتويج ممثلون من جميع أنحاء العالم المسيحي وعدد من الدول الإسلامية، مما سلط الضوء على المكانة المهمة التي اكتسبتها قيليقية بمرور الوقت. كانت السلطات الأرمنية في كثير من الأحيان على تواصل مع الصليبيين. لا شك أن الأرمن ساعدوا في بعض الحروب الصليبية الأخرى. ازدهرت قيليقية بشكل كبير في ظل الحكم الأرمني، إذ أصبحت آخر أثرٍ لكيان الدولة الأرمنية في العصور الوسطى. اكتسبت قيليقية هوية أرمنية، فكان يُطلق على ملوك قيليقية ملوك الأرمن وليس ملوك القيليقيين.في أرمينيا الصغرى، كانت الثقافة الأرمنية متشابكة مع كل من ثقافة الصليبيين الأوروبية ومع ثقافة القيليقيين الهيلينية. عندما وسعت العائلات الكاثوليكية نفوذها على قيليقية، أراد البابا من الأرمن أن يتبعوا الكاثوليكية. أدى هذا الوضع إلى تقسيم سكان المملكة بين معسكر مريدي الكاثوليكية ومعسكر مريدي البابوية. استمرت السيادة الأرمنية حتى عام 1375، وذلك عندما استفاد مماليك مصر من الوضع غير المستقر في أرمينيا الصغرى ودمروها.
بدايات العصر الحديث
أرمينيا الفارسيةنظرًا لأهميتها الاستراتيجية، تحارب العثمانيون والفرس الصفويون باستمرار على الديار الأرمنية التاريخية المتمثلة بأرمينيا الغربية وأرمينيا الشرقية وتنقّل حكمها بينهما مرارًا وتكرارًا. ففي ذروة الحروب العثمانية الفارسية مثلًا، تبدلت السلطة في يريفان 14 مرة بين عامي 1513 و1737. ضُمت أرمينيا الكبرى في أوائل القرن السادس عشر من قِبل الشاه إسماعيل الأول. بعد اتفاقية أماسيا عام 1555، سقطت أرمينيا الغربية في أيدي الإمبراطورية العثمانية المجاورة، على حين بقيت أرمينيا الشرقية جزءًا من إيران الصفوية، حتى القرن التاسع عشر.
في عام 1604، اتبع الشاه عباس الأول سياسة الأرض المحروقة ضد العثمانيين في وادي أرارات أثناء الحرب العثمانية الصفوية (1603 – 1618). في بدايات الغزو، جرى الاستيلاء على بلدة جلفا الأرمنية القديمة في إقليم ناخيتشيفان. من هناك انتشر جيش عباس عبر سهل أرارات. انتهج الشاه إستراتيجية حذرة، فتقدم وتراجع حسبما تطلب الوضع، مصممًا على عدم المخاطرة بمواجهة مباشرة مع جيش العدو الأقوى.
أثناء محاصرة قارص، علم باقتراب جيش عثماني كبير بقيادة سنان باشا. صدر الأمر بالانسحاب؛ لكنه حرم العدو من القدرة على إمداد نفسه برًا، وأمر بالتدمير الشامل للبلدات والمزارع الأرمنية في السهل. كجزء من هذه العملية، أمر جميع السكان بمرافقة الجيش الفارسي في انسحابه. اقتيد نحو 300,000 شخص شرعًا إلى ضفاف نهر أراس. أولئك الذين حاولوا مقاومة الترحيل الجماعي قُتلوا على الفور. كان الشاه قد أمر سابقًا بتدمير الجسر الوحيد، لذلك أُجبر الجَمع على النزول في المياه، حيث غرق عدد كبير بسبب سحب التيارات لهم قبل الوصول إلى الضفة المقابلة. كان هذا مجرد البداية في رحلة البلاء. يصف أحد شهود العيان، الأب دي غويان، محنة اللاجئين على النحو التالي:
لم يكن برد الشتاء وحده ما تسبب في تعذيب المرحلين وموتهم. جاءت المعاناة الأكبر من الجوع. سرعان ما استُهلكت المؤن التي أحضرها المرحلون معهم ... كان الأطفال يصرخون طلبًا للطعام أو الحليب، ولم يكن أي منهما موجودًا، لأن أثداء النساء قد جفت من الجوع ... ترك العديد من النساء، الجائعات والمنهكات، أطفالهن الجائعين على جانب الطريق، وواصلن رحلتهن الشاقة. كان بعضهم يذهب إلى الغابات القريبة بحثًا عن أي شيء يؤكل. نادرًا ما عاد منهم. كان أولئك الذين توفوا، غذاءً للأحياء في معظم الأحيان.
بعدم تمكنه من الحفاظ على جيشه في السهل المقفر، اضطر سنان باشا إلى تمضية الشتاء في مدينة وان. هُزمت الجيوش التي أُرسلت لملاحقة الشاه عام 1605، وبحلول عام 1606 استعاد عباس جميع الأراضي التي خسرها للأتراك في وقت سابق من حكمه. نجح تكتيك الأرض المحروقة، وإن كانت تكلفته باهظة على الشعب الأرمني. من بين 300,000 شخص رُحِّلوا، قُدر نجاة أقل من نصفهم أثناء المسير إلى أصفهان. في الأراضي المحتلة، أسس عباس خانات إيريفان، وهي إمارة مسلمة تحت سيطرة الإمبراطورية الصفوية. شكل الأرمن أقل من 20% من سكانها نتيجة ترحيل الشاه عباس الأول للعديد من السكان الأرمن من وادي أرارات والمنطقة المحيطة عام 1605.اتبع الفرس في كثير من الأحيان سياسةً تمثلت بتعيين الأتراك حكامًا محليين على خاناتهم المختلفة مع إعطائهم لقب الخان. اعتُبروا تابعين للإمبراطورية الفارسية. منهم: خانات إيريفان وخانات ناخيتشيفان وخانات كاراباخ.
رغم غزو أرمينيا الغربية على يد العثمانيين ذات مرة في أعقاب اتفاقية أماسيا، إلا أن أرمينيا الكبرى قُسمت في النهاية تقسيمًا حاسمًا بين الخصمين المتنافسين، العثمانيين والصفويين، في النصف الأول من القرن السابع عشر بعد الحرب العثمانية الصفوية (1623 – 1639) وبناءً على معاهدة زهاب الناتجة ظلت أرمينيا الشرقية تحت الحكم الفارسي، وأرمينيا الغربية تحت الحكم العثماني.
استمر الفرس في حكم أرمينيا الشرقية، والتي تضمنت الجمهورية الأرمنية الحديثة بأكملها، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر. بحلول أواخر القرن الثامن عشر، بدأت الإمبراطورية الروسية في الزحف إلى الجنوب على أراضي جيرانها؛ إيران القاجارية وتركيا العثمانية. في عام 1804، غزا بافل تسيتسيانوف مدينة كنجه الإيرانية وقتل العديد من سكانها في حين جعل البقية يفرون إلى عمق أراضي إيران القاجارية. كان هذا إعلان حربٍ واعتُبر غزوًا للأراضي الإيرانية، ومثّل بداية الحرب الروسية الفارسية (1804 – 1813). كانت السنوات التالية مدمرة بالنسبة للبلدات الإيرانية في القوقاز ولسكان المنطقة بالمثل وللجيش الفارسي أيضًا. انتهت الحرب أخيرًا في عام 1813 بانتصار روسي بعد مداهمة ناجحة على لنكران في أوائل عام 1813. أجبرت معاهدة كلستان التي وُقعت في نفس العام، إيران القاجارية على التنازل قطعيًا عن مساحات كبيرة من أراضيها القوقازية لروسيا، بما في ذلك داغستان وجورجيا الحاليتان ومعظم ما يُعرف اليوم بجمهورية أذربيجان. تنازل الفرس عن كاراباخ لروسيا.كان الفرس مستاءين للغاية من نتيجة الحرب التي أدت إلى التنازل عن مساحات كبيرة من الأراضي الفارسية للروس. نتيجة لذلك، فإن حربًا تالية بين روسيا وبلاد فارس كانت أمرًا حتميًا، فاندلعت الحرب الروسية الفارسية (1826 – 1828). ومع ذلك، انتهت هذه الحرب بشكل كارثي، لأن الروس لم يحتلوا الأراضي الممتدة حتى تبريز فحسب، فقد أجبرت المعاهدة المبرمة بعد ذلك، وهي معاهدة تركمانجاي لعام 1828، الفرس على التنازل نهائيًا عن آخر أراضيهم في القوقاز، والتي تضم حاليًا كل من أرمينيا وناخيتشيفان وأجدير.
بحلول عام 1828، فقدت بلاد فارس أرمينيا الشرقية، التي تضم أراضي الجمهورية الأرمنية الحديثة بعد قرون من الحكم. من عام 1828 حتى عام 1991، دخلت أرمينيا الشرقية فصلًا يهيمن عليه الروس. بعد غزو روسيا لجميع أراضي القوقاز التابعة لإيران القاجارية، جرى حث العديد من العائلات الأرمنية على الاستقرار في الأراضي الروسية المحتلة حديثًا.
الروابط الخارجيةتاريخ أرمينيا، تأليف الأب مايكل كاميش؛ من 2247 قبل الميلاد حتى عام 1780 من ميلاد المسيح، أو 1229 من العصر الأرميني
============================================================
تاريخ النمسا عود تاريخ النمسا إلى القرن الثاني قبل الميلاد حيث كانت هناك مملكة النوريكوم.في عام 15 قبل الميلاد استولت دولة الروم في عهد القيصر آوكوستوس على الأراضي النمساوية ومنذ ذلك الحين يعود كثير من مدن النمسا إلى عصر الرومان مثل فيينا والتي كانت اسمها (فيندوبونا)، سالسبورج (يو فافوم) وغيرها.
وبعد وفاة القيصر الروماني مارك أوريل في سنة 180 بعد الميلاد في فيينا، انتهى العصر الروماني بالنمسا حيث انسحبت الروم وتركتها للجرمانيين (الألمان) حيث انتشرت الحملة الصليبية في البلاد من المبشرين القادمين من أيرلندا سكوتلاندا، ويعود تاريخ أكبر مركز رهباني في سالسبورج (سانت بينرس) إلى هذا العهد.
تشكل الدولة النمساويةوقد حكمت هذه المنطقة في القرون العاشر والحادى عشروالثاني عشروالثالث عشرعائلة (بابين بيرج)، وكانت أول الوثائق التاريخية التي ذُكرت فيها النمسا هي في عام 996 م تحت اسم (اوستاريشي) وذلك في عهد ليوبولد الأول من عائلة (بابين بيرج).
وما بين عام 1080 و 1136 ميلادي وخاصة في عهد ليوبولد الثالث والذي كان يتخذ من مدينة كلوستر نيبورج مركز لحُكمه وصلت النمسا في ذلك الوقت إلى عصر مزدهر.
وفي عصر الحروب الصليبية أشترك ليوبولد الخامس وليوبولد السادس في هذه الحروب، في عام 1246 ميلادي يسقط أخر عضو من حاشية بابين بيرج وهو فريدريخ الثاني وينتهي بذلك عصر عائلة بابين بيرج.
عهد الهابسبورج
يبدأ بعد ذلك عهد عائلة الهابسبورج حيث يستلم في عام 1273 رودولف فون هابسبورج زمام الحكم وكملك على ألمانيا، وفي عصر رودولف الرابع 1363 تعيش النمسا نهضة حضارية ومعمارية كبيرة حيث تبنى الجامعة في فيينا عام 1365 وهي الآن أقدم جامعة في البلاد الناطقة باللغة الألمانية، وكذلك تم بناء كنيسة شتيفان دوم. ومن خلال حروب الهابسبورج مع البوهيميين والمجر حصلت النمسا على عرش هاتين الدولتين في عام 1526 وأصبحت بذلك قوة عظمى وكان هذا في عصر مكسيميليان الذي استطاع تطوير النمسا من دولة متأخرة إلى دولة لها مؤسستها المتطورة.
الصراع مع العثمانيين
وفي نفس العام 1526 احتل السلطان سليمان القانوني الجزء الشرقى من مدينة (بودابست) المسمى (بست) وفي عام 1529 وصل السلطان سليمان إلى أبواب فيينا ولكنه ترك حصارها بعد وقت قصير وحصاره لفيينا الثاني كان عام 1532 ولكنه لم يكن متوج بالنجاح، وفي عام 1541 استطاع العثمانيون احتلال كامل مدينة (بودابست) بجزئيها الشرقى والغربي، ولكن بعد معارك طاحنة في المجر مع الأتراك عام 1547 تم توقيع اتفاقية هدنة بين النمسا والإمبراطورية العثمانية، وكان على فرديناند الإمبراطور النمساوي دفع الجزية إلى العثمانيين وكانت وقتها 30 ألف دوكتا سنوياً.
ولقد كان في عهد فرديناند تطوير المؤسسات الحكومية إلى حكومات مركزية والتي بقيت سارية المفعول حتى منتصف القرن التاسع عشر، وكذلك أنتشر المذهب البروتستانتي المسيحي في النمسا والتي كانت في ذلك الحين كاثوليكية المذهب.
وفي عام 1618 اندلعت الثورة البوهيمية ضد إمبراطورية الهابسبورج والتي عرفت بحرب الثلاثين عاماً لأنها دامت إلى عام 1648 وانتهت بمعاهدة فيستفال في عصر فرديناند الثالث.
في عام 1683 حاصر الأتراك فيينا للمرة الثالثة ولكن استطاع جراف شتارهمبرج في معركة فيينا عند جبل الكالينبرج ردع الأتراك. وفي عام 1686 استردوا بودابست من الدولة العثمانية بعد 145 عام من السيطرة العثمانية عليها.
تشكل الإمبراطورية النمساويةبعد موت كارل السادس تولت ابنته ماريا تيريزا الإمبراطورية النمساوية من عام 1740 إلى 1780 وتعتبر ماريا تيريزا من أهم الشخصيات في تاريخ النمسا لأنها بدأت حملة تجديد واسعة حيث جعلت أمور التعليم من واجبات الدولة وهكذا أنشأت أول المدارس الابتدائية كما أنشأت أيضاً ميزانية التعليم، والمنهج الطبي الفييباوي من فانسويتن الذي كان طبيب ماريا تيريزا.بعد وفاة زوج ماريا تيريزا شارك أبنها الأكبر جوزيف الثاني بالحكم وكان هذا في عام 1765 وكان من المعروف أن حُكام النمسا في ذلك الوقت هم حُكام ألمانيا، حيث أصبح هو أيضا إمبراطورا لألمانيا.وقد تابع جوزيف الثاني الجهود لتحديث الإمبراطورية النمساوية حيث وضعت قوانين الحرية الدينية مما حسن من وضع اليهود آنذاك، وقوانين الرعاية الصحية والاجتماعية وفي عصره أنشأ المستشفى العام الجامعي والذي كان من أكبر مستشفيات العالم.
وبعد وفاة جوزيف الثاني جاء أخوه ليوبولد الثاني عام 1790.وكانت فيينا بذلك الوقت عاصمة العالم الموسيقية من خلال هايدن موتسارت وبيتهوفين في اواخر القرن.
وفي عام 1789 قامت الثورة الفرنسية وقبل أن تتخذ النمسا خطوات رد الفعل ضد فرنسا خوفا منها، مات ليوبولد الثاني وأستلم أبنه زمام الحكم.
ومن خلال اجتياح نابليون لأوروبا وصلت جيوشه إلى النمسا في عام 1809ولكن الجيوش النمساوية هزمته في معركة أسبرن، ولكن الجيش الفرنسي استطاع الانتصار عليهم في معركة بمارخ فيلد في نفس العام، وبذلك بدأ عصر نابليون بالنمسا. ومن نتائج هذه الهزيمة أن نابليون فصل جزء من النمسا الجنوبية وشكل منها دولة الهيرين وهي يوغوسلافيا، وبذلك فقدت النمسا حدودها البحرية..
وفي عام 1810 كان الأمير كليمنس فون مترنيش متولي الأمور الدبلوماسية واستطاع أن يخفف من حدة الصراع مع نابليون بتدبير زواجه من الدوقة الكبيرة ماري لويز ابنة الإمبراطور النمساوي فرانس الأول.
وبعد هزيمة نابليون في معركة لايبزيخ 1813 استعادة النمسا السيادة على أراضيها من جديد ثم بعد ذلك معاهدة فيينا عام 1815 لإعادة تنظيم أوروبا.
في عام 1848 قامت الثورة من الطلاب والعمال والأمراء، وأدت هذه الثورة إلى تغير كبير حيث أنشأ مجلس الدولة (البرلمان النمساوي الأول). في هذه السنة أستلم فرانس يوسف الإمبراطورية وفي عام 1849 أنشأت السكك الحديدية.وأسست فصائل الجاندارم. عام 1866 حروب النمسا مع روسيا وإيطاليا في معارك كونيكسكريتس وكستوزا وليسا، ثم خروج النمسا من الحلف الألماني، عام 1867 التسوية مع المجر ووضع أسس لحقوق المواطنين.
1869 الخدمة العسكرية الإجبارية العامة، وقانون التعليم الإجباري العام. 1889 انتحار ولي عهد النمسا رودولف وتعيين ولي العهد الدوق الأكبر فرانس فرديناند.
في عام 1907 حق الانتخاب العام، وفي عام 1908 ضمت النمسا إلى الإمبراطورية أراضي سلوفينيا، وكان لهذا دور كبير في تطور الأمور في البلقان حيث حقدت الصرب على النمسا.
السبب المباشر للاندلاع الحرب العالمية الأولى.
نتيجة لتفاعلات وتطورات القضية البلقانية، تم اغتيال ولي عهد النمسا ”فرانسوا فرديناند” وزوجته أثناء زيارته لسرايفو عاصمة البوسنة في 28 يونيو1914 من طرف طالب صربي متطرف (غفريلو برانسيب). وعلى اثر ذلك وجهت النمسا إنذارا شديد اللهجة لصربيا تضمن مجموعة من الشروط من أهمها:
- استبعاد جميع الضباط والموظفين المتورطين في الدعاية ضد النمسا من الخدمة العسكرية.
- التعاون مع النمسا للقضاء على كل حركة داخل صربيا المتامرة على وحدة النمسا.
- فتح تحقيق قضائي حول مؤامرة 28 يونيو1914 وقبول مشاركة النمسا فيه.
وامام رفض صربيا لهذه المطالب والشروط اعلنت النمسا الحرب على صربيا في 28يوليوز1914 لتتحرك اليات التحالفات المبرمة سلفا مسفرة عن اندلاع نزاع حربي كبير عرف بالحرب العالمية الأولى.
الجمهورية الأولى
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة النمسا حددت دول الإتلاف المنتصرة في مؤتمر جرمان 1919 حدود النمسا الجديدة (الحالية)، وفي 1920 وضع القانون الجديد للجمهورية، وإلى عام 1932 توالت عدة حكومات برئاسة المسيحيين الاشتراكيين بينما بقي الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعيمه أوتوباور في المعارضة.
1932 استلم إنغلبرت دولفوس الحكم ومارس حكماً ديكتاتوريا من ناحية ومن ناحية أخرى كان ضد سياسة هتلر مما أدى إلى محاولة انقـلاب من الوطـنيون الاشـتراكيون (النازيون) عام 1934 وتم اغتيال دولفوس وفشل الانقلاب. المستشار كورت شوشنيك يخلف دولفوس كمستشار للحكومة النمساوية.
عام 1938 دخول القوات الألمانية النمسا وضم النمسا إلى الرايخ الألماني، وخاضت النمسا الحرب العالمية الثانية مجبرة مع ألمانيا،
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة هتلر دخلت قوات الحلفاء إلى النمسا عام 1945 وفي 27/4/1945 تكونت الجمهورية النمساوية (الثانية) بزعامة الدكتور كارل رينر، ولكنها كانت تحت سيطرة الحلفاء (أمريكا، روسيا، فرنسا، إنجلترا).
الديكتاتورية: دولة النمسا الفيدرالية (1933- 1938)
إنغلبرت دولفوس (1933- 1934)
1933: حل البرلمان وتشكيل الجبهة الوطنيةنقل كل من دولفوس والحزب الاجتماعي المسيحي النمسا بسرعة باتجاه السلطة المركزية في النموذج الفاشي. أعرب دولفوس عن قلقه لأن الزعيم الاشتراكي الوطني الألماني أدولف هتلر كان قد أصبح مستشارًا في ألمانيا في 30 يناير من عام 1933، بعد أن أصبح حزبه أكبر مجموعة في البرلمان وتولى السلطة المطلقة بسرعة. وبالمثل، كان من الممكن أن يصبح الاشتراكيون القوميون النمساويون بسهولة أقلية مهمة في الانتخابات النمساوية المستقبلية. يقدر الباحث في الفاشية ستانلي جي. باين، أنه لو عقدت الانتخابات في عام 1933، كان من الممكن للاشتراكيين الوطنيين النمساويين تأمين نحو 25% من الأصوات. اقترحت مجلة تايم مستوى أعلى من الدعم بنسبة 50% مع نسبة موافقة تصل إلى 75% في منطقة تيرول المتاخمة لألمانيا النازية.
عكست الأحداث التي وقعت في النمسا خلال مارس من عام 1933 تلك التي وقعت في ألمانيا، إذ نصب هتلر نفسه ديكتاتورًا في نفس الشهر.
انقلاب مارس
حدثت مخالفة في إجراءات التصويت البرلمانية في 4 مارس عام 1933. استقال كارل رينر (اجتماعي ديمقراطي) ورئيس المجلس الوطني، من أجل أن يكون قادرًا على التصويت على اقتراح مثير للجدل للتعامل مع إضراب السكك الحديدية الذي كان من المرجح أن يمر بهامش صغير جدًا، وهو ما لم يكن قادرًا على إنجازه أثناء توليه ذلك المنصب. نتيجة لذلك، استقال نائبا الرئيس اللذان يمثلان الأحزاب الأخرى، رودولف راميك (من الحزب الاجتماعي المسيحي) وسيب شترافنر (من حزب الشعب الألماني الكبير) لنفس السبب. ليس من الممكن اختتام الدورة في ظل غياب الرئيس.
على الرغم من وجود قواعد إجرائية كان يمكن اتباعها في هذا الحدث غير المسبوق وغير المتوقع، انتهز مجلس وزراء دولفوس الفرصة لإعلان عدم قدرة البرلمان على العمل. بينما وصف دولفوس هذا الحدث بأنه «إلغاء ذاتي للبرلمان فقد كان في الواقع بداية الانقلاب الذي كان من شأنه أن يؤسس «دولة النمسا الاتحادية» التي استمرت حتى عام 1938.
باستخدام حكم الطوارئ الذي سُن خلال الحرب العالمية الأولى، مرسوم قوى الحرب الاقتصادية (قانون التفويض الاقتصادي للحرب، كاي دبليو إي جي 24، يوليو 1917 آر جي بي آي. رقم. 307)، تولت السلطة التنفيذية السلطة التشريعية في 7 مارس ونصحت الرئيس فيلهلم ميكلاس بإصدار مرسوم إلى أجل غير مسمى. هكذا، انتهت الجمهورية الحكومية والديمقراطية الأولى فعليًا في النمسا، تاركة دولفوس للحكم كديكتاتور مع سلطات مطلقة. شملت التدابير الفورية إلغاء الحق في التجمع وحرية الصحافة. اتهمته المعارضة بانتهاك الدستور.
مُنعت محاولة حزب الشعب الألماني الأكبر والديمقراطيين الاجتماعيين لإعادة تشكيل المجلس في 15 مارس، بمنع دخول المجلس من قبل الشرطة وتقديم النصح للرئيس فيلهلم ميكلاس بتأجيله إلى أجل غير مسمى. كان دولفوس على دراية ان القوات النازية قد استولت على السلطة في بافاريا المجاورة في 9 مارس. أخيرًا في 31 مارس، حُلت جمهورية شوتزبونشر (الذراع شبه العسكرية للحزب الديمقراطي الاجتماعي) لكنها (استمرت بطريقة غير قانونية).
الأحداث اللاحقة
التقى دولفوس بعد ذلك مع بينيتو موسوليني لأول مرة في روما في 13 أبريل. اكتسب الاشتراكيون الوطنيون في 23 أبريل 40% من الأصوات في انتخابات إنسبورك المجتمعية، وأصبحوا أكبر كتلة تصويت، لذلك حُظرت جميع الانتخابات الحكومية والمجتمعية في مايو.
استبدل دولفوس في 20 مايو من عام 1933 «بالجمهورية الديمقراطية»، كيانًا جديدًا، ودمج حزبه الاجتماعي المسيحي مع عناصر من الجماعات القومية والمحافظة الأخرى، بمن فيهم الهايمفير، الذي شمل العديد من العمال غير الراضين عن القيادة الراديكالية للحزب الاشتراكي، لتشكيل الجبهة الوطنية، على الرغم من أن الهايمفير واصلو وجودهم كمنظمة مستقلة حتى عام 1936، عندما دمجهم خليفة دولفوس، كورت فون شوشنيغ قسرًا في الجبهة بدلًا من خلق جبهة موالية كقوة مهام شبه عسكرية. يُزعم أن الكيان الجديد مؤلف من الحزبين ويمثل أولئك الذين كانوا «موالين للحكومة»
حُظر الحزب الاشتراكي الوطني النمساوي في يونيو عام 1933. كان دولفوس مدركًا أيضًا لتأثير الاتحاد السوفيتي المتزايد في أوروبا طوال فترة عشرينيات القرن العشرين وأوائل ثلاثينيات القرن، فحظر الشيوعيين مؤسسًا دكتاتورية نمساوية فاشية ذات حزب واحد على غرار الفاشية الإيطالية وترتبط بالنقابوية الكاثوليكية ومكافحة العلمانية. تخلى عن كل ذريعة لتوحيد النمسا مع ألمانيا طالما أن الحزب النازي مستمر في السلطة هناك.
على الرغم من حظر جميع الأحزاب النمساوية، بما فيها حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي، فإن الديمقراطيين الاجتماعيين واصلوا الوجود كمنظمة مستقلة، بما في ذلك جمهورية شوتزبوندر شبه العسكرية، والتي يمكن لها أن تحشد عشرات الآلاف ضد حكومة دولفوس.
أصدرت حكومة موسوليني ضمانًا للاستقلال النمساوي في أغسطس عام 1933 («إذا لزم الأمر، ستدافع إيطاليا النمسا بقوة الأسلحة»). تبادل دولفوس «الرسائل السرية» مع بينيتو موسوليني حول طرق ضمان الاستقلال النمساوي. كان موسوليني مهتمًا بالنمسا لتشكيل منطقة عازلة ضد ألمانيا النازية. أكد دولفوس دائمًا على تشابه أنظمة هتلر في ألمانيا وجوزيف ستالين في الاتحاد السوفيتي، وكان مقتنعًا بأن الفاشية النمساوية والفاشية الإيطالية يمكن أن تعارضا الاشتراكية الوطنية الشمولية في أوروبا.
نجا دولفوس من محاولة اغتيال في أكتوبر من عام 1933 من قبل رودولف ديرتيل، البالغ من العمر 22 عام الذي أُخرج من الجيش بسبب وجهات نظره الاشتراكية الوطنية.
الجمهورية الثانية
وفي عام 1955 وبعد أكثر من 300 جلسة عقدها وزراء خارجية الحلفاء يقوم وفد حكومي نمساوي رفيع المستوى مؤلف من مستشار الحكومة النمساوية حينذاك يوليوس راب ونائبه أدولف شارف ووزير الدولة كرايسكي بعقد مباحثات مع الحكومة السوفيتية بمقتضى ما يسمى بـ (مذكرة موسكو) على الموافقة المبدئية للحكومة السوفيتية على معاهدة الدولة.
توقيع معاهدة الدولة من جانب الدول العظمى والنمسا في قصر البيلفيدير يوم 15/5/1955 مع تأكيد حظر انضمام النمسا إلى ألمانيا، ووافق البرلمان على قانون الحياد في 26أكتوبر1955، وأصبح هذا اليوم هو العيد الوطني للنمسا.
وفي نفس العام تم افتتاح دار الأوبرا وكان هذا رمزاً واضحاً للانتهاء من إعادة بناء البلاد ثم دخول النمسا كعضو في منظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1956 دخول النمسا كعضو في المجلس الأوروبي.
1966-1970 انتهاء النظام السياسي السالف للحكومات الائتلافية وحكومات انتخاب التمثيل النسبي، حكومة كلاوس للأغلبية المطلقة (حزب الشعب النمساوي).اعتبارا من 1973 بدأ عصر الحكومات الاشتراكية التي بدأها كرايسكي الذي جعل السياسة الخارجية محورا أساسيا، وادخل العرب إلى ساحة السياسة العالمية وخاصة رؤيته الحكيمة الصحيحة للقضية الفلسطينية.
1979 أصبحت مدينة فيينا ثالث مقر من مقرات الأمم المتحدة.
====================
تاريخ روسيا البيضاء أستقرت القبائل السلافية الأولى في المنطقة التي هي الآن روسيا البيضاء في القرن السادس. كانوا على احتكاك متزايد مع الفارنجيين، وهم مجموعة من المحاربين الإسكندنافيين والسلاف من البلطيق. على الرغم من هزيمة الفارنجيين ونفيهم لفترة وجيزة من قبل السكان المحليين، طلب منهم في وقت لاحق العودة، وساهموا في تشكيل كيان سياسي، يشار إليه باسم روس كييف. بدأت دولة روس كييف في نحو 862م حول مدينة كييف، أو بدلا من ذلك حول مدينة نوفوغورد الحالية.في 2 فبراير 1386، اتحدت دوقية ليتوانيا ومملكة بولندا في اتحاد شخصي من خلال زواج حاكميهما. أطلق هذا الاتحاد تطورات أدت في النهاية إلى تشكيل الكومنويلث البولندي اللتواني الذي أنشئ عام 1569. بدأ الروس بقيادة القيصر إيفان الثالث حملات عسكرية في 1486 في محاولة للسيطرة على أراضي روس كييف، وتحديدًا الأراضي الواقعة حاليًا في أوكرانيا وبلاروسيا.أنتهت الوحدة بين بولندا وليتوانيا في عام 1795 بتقسيم بولندا بين الإمبراطورية الروسية وبروسيا والنمسا. خضعت أراضي بلاروسيا الحالية في ذاك الوقت للسيطرة الروسية تحت حكم كاثرين الثانية، وبقيت كذلك حتى احتلالها من قبل الإمبراطورية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى.خلال المفاوضات على معاهدة بريست ليتوفسك، أعلنت بيلاروسيا الاستقلال في 25 مارس 1918، مشكلة جمهورية بلاروسيا الشعبية. أيد الألمان هذه الجمهورية لمدة عشرة أشهر حينما غزاها البلاشفة الروس. تم تقسيم أراضي بيلوروسيا بين بولندا والسوفييت بعد الحرب البولندية السوفيتية التي انتهت في عام 1921، أصبحت جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية عضوًا مؤسسًا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في عام 1922. بينما بقيت بيلاروسيا الغربية تحت سيطرة بولندا.قامت ألمانيا النازية بغزو الاتحاد السوفياتي في عام 1941، حيث تلقى حصن بريست في بيلاروسيا الغربية واحدة من أشرس ضربات الحروب الافتتاحية، حيث كان دفاعها الملحوظ في عام 1941 من الأعمال البطولية في التصدي للعدوان الألماني. بقيت في الأيدي النازية حتى عام 1944. خلال ذلك الوقت، دمرت ألمانيا 209 من أصل 290 مدينة في الجمهورية، 85% من صناعة الجمهورية، وأكثر من مليون مبنى. قدر عدد الضحايا بين اثنين وثلاثة ملايين (حوالي ربع إلى ثلث مجموع السكان)، بينما دمر المجتمع اليهودي في بلاروسيا ولم يتعافى أبداً. لم تستعد بلاروسيا تعدادها السكاني إلى مرحلة ما قبل الحرب حتى عام 1971. نفذ جوزيف ستالين سياسة السفيتة لعزل جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية عن التأثيرات الغربية. تعرضت جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية بشكل كبير للغبار النووي جراء الانفجار في محطة تشيرنوبل للطاقة في جارتها جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية في عام 1986.أعتمد دستور وطني في مارس 1994، حيث منحت مهام رئيس الوزراء للرئيس. جولتا الاقتراع الرئاسيتان بين 24 يونيو و10 يوليو 1994
أسفرتا عن انتخاب ألكسندر لوكاشينكو غير المعروف سياسيًا بأكثر من 45% من الأصوات في الجولة الأولى و80% في الجولة الثانية، متغلباً بذلك على فياتشيسلاف كيبيتش الذي حصل على 14%. أعيد انتخاب لوكاشينكو في أعوام 2001 و2006 و2010.
بدايات تاريخها
يبدأ تاريخ بيلاروسيا، أو بشكل أدق الاثنية البيلاروسية، مع هجرة الشعوب السلافية وانتشارها عبر أوروبا الشرقية بين القرنين السادس والثامن. استقر السلاف الشرقيون على الأراضي الحالية لبيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا، متجنسين مع البلطيق المحليين (الياتفياغيين، بلطيق الدنيبر) والفنلنديين (في روسيا) وبدو السهوب في أوكرانيا المستقرين هناك بالأساس، ساهم تماهيهم الإثني المبكر في التمايز التدريجي بين الأمم السلافية الشرقية الثلاث. كان لدى هؤلاء السلاف الشرقيين، باختلاف ممارساتهم بين الوثنية والإحيائية والمجتمع الزراعي، اقتصاد يشمل تجارة المنتجات الزراعية والطرائد والفراء والعسل وشمع العسل والعنبر.
لربما تكونت الاثنيات البيلاروسية الحديثة على أساس القبائل السلافية الثلاث – الكريفيتشيين والدريوفيين والراديميتشيين، بالإضافة إلى العديد من قبائل البلطيق.
خلال القرنين التاسع والعاشر، أنشأ الفايكنغ الاسكندنافيون مراكز تجارية على الطريق الواصل بين الدول الاسكندنافية والإمبراطورية البيزنطية. قدمت شبكة البحيرات والأنهار التي تعبر أراضي السلاف الشرقيين طريقًا تجاريًا مربحًا بين الحضارتين. في سياق التجارة، تولوا زمام السيطرة على قبائل السلاف الشرقيين تدريجيًا، بقدر ما اقتضته التنمية التجارية.
غزا حكام الروس الإمبراطورية البيزنطية بضع مرات، لكنهم شكلوا تحالفًا معهم في النهاية ضد البلغار. كان الشرط الأساسي لهذا التحالف فتح البلاد للتنصير والتطبيع الثقافي مع الإمبراطورية البيزنطية.
شجع الرابط الثقافي المشترك للمسيحية الأرثوذكسية الشرقية والسلافونية الكنسية المكتوبة (لغة سلافية أدبية وشعائرية استُنبطت في القرن الثامن من قِبل المبشرين القديسين سيريل وميثوديوس) ظهور كيان جيوسياسي جديد، وهو كييف روس – شبكة فضفاضة من الإمارات متعددة الاثنيات، تأسست على طول طرق التجارة الموجودة قبلًا، مع مراكز رئيسية في نوفغورد (روسيا حاليًا) وبولاتسك (في بيلاروسيا) وكييف (في أوكرانيا حاليًا) – الذي زعم في بعض الأحيان تفوقًا هشًا بينهم.
الدول البيلاروسية الأولى
بين القرنين التاسع والثاني عشر، برزت إمارة بولوتسك (شمال بيلاروسيا) كمركز مهيمن للسلطة على الأراضي البيلاروسية، على حين كانت إمارة توروف في الجنوب أقل قوة.
بسطت إمارة بولوتسك سيادتها مرارًا وتكرارًا مقارنة بالمراكز الروسية الأخرى، وأصبحت عاصمة سياسية وكرسي الأسقفية والرقيب على الأراضي المُقطعة وسط البلطيقيين في الغرب. لا تزال كاتدرائية الحكمة المقدسة (1044 – 1066) في المدينة، على الرغم من إعادة بنائها بالكامل على مر السنين، رمزًا لاستقلالية التفكير، تنافس الكنائس التي تحمل الاسم نفسه في نوفغورود وكييف، وتحاكي آيا صوفيا الأصلية في القسطنطينية (وبالتالي تحاكي ادعاءات الهيبة والسلطة والسيادة الإمبراطورية). تشمل الإنجازات الثقافية في فترة بولاتسك عمل الراهبة يوفروسين من بولاتسك (1120 – 1173)، التي شيدت الأديرة ونسخت الكتب وروجت لمحو الأمية ورعت الفن (بما في ذلك «صليب يوفروسين» للحرفي المحلي لازاروس بوشا، وهو رمز وطني وكنزٌ سُرق خلال الحرب العالمية الثانية) والعظات والكتابات الكنسية السلافية الأصلية الوافرة للمطران سيريل من تورو (1130 – 1182).
دوقية ليتوانيا الكبرى
في القرن الثالث عشر، تفككت الوحدة الهشة لكييف روس بسبب الغارات التي شنها البدو من آسيا، وبلغت ذروتها مع نهب المغول لكييف (1240)، مما ترك فراغًا جيوسياسيًا في المنطقة. انقسم السلاف الشرقيون إلى عدد من الإمارات المستقلة والمتنافسة. بسبب الغزو العسكري وزيجات السلالات الحاكمة، حازت دوقية ليتوانيا الكبرى المتوسعة على الإمارات الروثينية الغربية (البيلاروسية)، بدءًا من عهد الملك الليتواني ميندوغاس (1240 – 1263). تشير العديد من السجلات إلى أن ميندوغاس توج في نوفوغرودوك. من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، انضمت الإمارات إلى دوقية ليتوانيا الكبرى، ولم تكن عاصمتها معروفة في البداية، لكن من المحتمل أنها فوروتا. منذ القرن الرابع عشر، كانت فيلنيوس العاصمة الرسمية الوحيدة للدولة.
أعطت الأعداد الصغيرة لليتوانيين في هذه الدولة التي تعود إلى العصور الوسطى دورًا مهمًا للروثينيين (البيلاروسيين والأوكرانيين حاليًا) في الحياة الثقافية اليومية للدولة. كانت اللغة الروثينية لغة عامية مستخدمة على نطاق واسع نظرًا لانتشار السلاف الشرقيين والديانة الأرثوذكسية الشرقية بين سكان المناطق الشرقية والجنوبية من الدولة.
كانت اللغة السلافية الشرقية بمجموعاتها المتنوعة (روسكا موفا أو البيلاروسية القديمة أو لغة مستشارية روسيا الغربية)، والمتأثرة تدريجيًا بالبولندية، لغة الحكومة في دوقية ليتوانيا الكبرى منذ ما لا يقل عن عهد فيتاوتاس حتى أواخر القرن السابع عشر وذلك حين حلت اللغة البولندية محلها.
شهدت هذه الفترة من الانهيار السياسي وإعادة التنظيم ظهور اللهجات المحلية العامية المكتوبة مكان اللغة الكنسية السلافية الأدبية والشعائرية، وهي مرحلة أخرى من التمايز التطوري بين اللغات البيلاروسية والروسية والأوكرانية.
اعتمد العديد من الملوك الليتوانيين – وآخرهم سفيدريغايلا في 1432– 1436 – على الغالبية الأرثوذكسية الشرقية الروثينية، في حين ازداد إقبال معظم الملوك والنبلاء على تجسيد أفكار الروم الكاثوليك.
في البداية، حُظر بناء الكنائس الأرثوذكسية في بعض أجزاء بيلاروسيا الحالية، كما كان الحال في فيتيبسك عام 1480. ومن ناحية أخرى، فإن التوحيد المتواصل بين الدوقية الكبرى، ومعظمها من الأرثوذكس، وبولندا الكاثوليكية في غالبها، قد أدى إلى التحرير وتسوية المشكلة الدينية بجزء منها. في عام 1511، منح الملك والدوق الأكبر زغمونت الأول العجوز رجال الدين الأرثوذكس استقلالية لم يكن يتمتع بها في السابق سوى رجال الدين الكاثوليك. عُزز هذا الامتياز في عام 1531، عندما أُخلت الكنيسة الأرثوذكسية مسؤوليتها أمام الأسقف الكاثوليكي فأصبح المطران مسؤولًا فقط أمام السينودوس بأساقفته الأرثوذكس الثمانية وأمام الدوق الأكبر وبطريرك القسطنطينية. بسط هذا الامتياز أيضًا السلطة الكنسية الأرثوذكسية على جميع رعيتها.
في ظل ذلك، ازدهرت الثقافة الروثينية النابضة بالحياة، خاصة في المدن البيلاروسية الرئيسية الحالية. لم يكن هناك وجود للأدب في معظمه، باستثناء عدة سجلات، على الرغم من استخدام اللغة الروثينية القديمة (سلف كل من اللغتين البيلاروسية والأوكرانية الحديثتين) قانونيًا، فقد استُخدمت كلغة مستشارية في إقليم دوقية ليتوانيا الكبرى. نُشر أول كتاب بيلاروسي مطبوع بأول آلة طباعة بالأبجدية السيريلية في براغ عام 1517، على يد فرانسيسك سكارينا، الممثل الرائد لعصر النهضة الثقافية البيلاروسية. بعد ذلك بوقت قصير أسس مطبعة مماثلة في بولاتسك وبدأ مهمة مكثفة لنشر الكتاب المقدس والأعمال الدينية الأخرى هناك. إلى جانب الكتاب المقدس نفسه، نشر قبل وفاته عام 1551، 22 كتابًا آخرًا، وبذلك وضع الأسس اللازمة لتطور اللغة الروثينية إلى اللغة البيلاروسية الحديثة.
=========================
تاريخ بلجيكا يمتد تاريخ بلجيكا قبل تأسيس الدولة الحديثة بهذا الاسم إلى عام 1830، وهو مرتبط مع تاريخ جيرانها: هولندا وألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ. بالنسبة لمعظم تاريخها، كان ما يعرف الآن ببلجيكا إما جزءًا من إقليم أكبر، مثل الإمبراطورية الكارولنجية، أو مقسّمًا إلى عدد من الولايات الأصغر، ومن أبرزها دوقية برابانت، ومقاطعة فلاندرز، وأسقفية أمير لييج، ومقاطعة لوكسمبورغ. نظرًا لموقعها الاستراتيجي وتاريخها كدولة اتصال بين الثقافات المختلفة، أُطلق على بلجيكا اسم «مفترق طرق أوروبا» من قبل العديد من الجيوش التي تقاتل على أراضيها، وأطلق عليها أيضًا اسم «ساحة معركة أوروبا» أو «قمرة القيادة في أوروبا». ومن اللافت للنظر أيضًا أنها بلد أوروبي يحتوي على وينقسم بواسطة حدود لغوية بين الفرنسية المشتقة من اللاتينية والهولندية الجرمانية.
يمكن إرجاع شكل بلجيكا الحديث إلى الوسط الجنوبي لهولندا البورغندية في العصور الوسطى. امتدت هذه الأراضي عبر الحدود القديمة لشيلدت التي قسمت فرنسا وألمانيا في العصور الوسطى، ولكنها جُمعت معًا تحت حكم آل فالوا بورغندي، وتوحدت في منطقة حكم ذاتي واحدة من قبل وريثهم تشارلز الخامس، الإمبراطور الروماني المقدس، في مرسومه الرسمي لعام 1549. أدت حرب الثمانين عامًا (1568–1648) لاحقًا إلى الانقسام بين جمهورية هولندا الشمالية وهولندا الجنوبية التي نشأت منها بلجيكا ولوكسمبورغ. استمر حكم هذه المنطقة الجنوبية من قبل أحفاد هابسبورغ باسم «هولندا الإسبانية». أدت الغزوات الفرنسية في عهد لويس الرابع عشر إلى أخذ المنطقة التي تُعرَف الآن باسم نور با دو كاليه من قبل فرنسا، بينما أصبح الباقي في النهاية «هولندا النمساوية». انتهت الحروب الثورية الفرنسية إلى جعل بلجيكا جزءًا من فرنسا في عام 1795، مما أدى في النهاية شبه استقلال للمناطق التي كانت تابعة للكنيسة الكاثوليكية. بعد هزيمة الفرنسيين في عام 1814، نشأت مملكة هولندا المتحدة الجديدة، والتي انقسمت مرة أخرى خلال الثورة البلجيكية بين عامَي 1830-1839، ونتج عن ذلك ثلاث دول حديثة، هي بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.
كانت الموانئ وصناعة النسيج في بلجيكا جوانبًا هامة في تحسين اقتصادها خلال العصور الوسطى، وكانت بلجيكا الحديثة إحدى أوائل الدول التي شهدت ثورة صناعية، والتي جعلتها تزدهر في القرن التاسع عشر، ولكنها أدت أيضًا إلى انقسام سياسي بين رجال الأعمال الليبراليين والعمال الاشتراكيين. أسس الملك إمبراطوريته الاستعمارية الخاصة في الكونغو البلجيكية، والتي استولت عليها الحكومة بعد فضيحة كبرى في عام 1908. كانت بلجيكا محايدة، لكن موقعها الاستراتيجي كطريق إلى فرنسا جعلها هدفًا لغزو ألمانيا بين عامي 1914 و1940. كانت الظروف قاسية أثناء الاحتلال. في فترة ما بعد الحرب، كانت بلجيكا رائدة في محاولات توحيد القوى الأوروبية، وعضو مؤسس لما أصبح فيما بعد الاتحاد الأوروبي. تستضيف بروكسل الآن مقر الناتو وهي العاصمة الفعلية للاتحاد الأوروبي. استقلت مستعمراتها في أوائل الستينيات.
سياسيًا، كانت البلاد في أحد فتراتها التاريخية مستقطبة بشأن المسائل الدينية، وفي العقود الأخيرة، واجهت انقسامات جديدة حول الاختلافات اللغوية والتنمية الاقتصادية غير المتكافئة. أدى هذا العداء المستمر إلى إصلاحات بعيدة المدى منذ السبعينيات، إذ أصبحت الدولة البلجيكية الموحدة سابقًا دولة فيدرالية، وتكررت الأزمات الحكومية فيها. وهي مقسمة الآن إلى ثلاث مناطق هي: فلاندر (الناطقة بالهولندية) في الشمال، وفوالونيا (الناطقة بالفرنسية) في الجنوب، وبروكسل ثنائية اللغة في الوسط. يوجد أيضًا سكان يتحدثون الألمانية على طول الحدود مع ألمانيا، أُعطيت هذه المنطقة لبروسيا في مؤتمر فيينا عام 1815 ولكنها أضيفت إلى بلجيكا بعد معاهدة فرساي عام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى. الألمانية هي اللغة الرسمية الثالثة لبلجيكا.
الأسماءبلجيكا اسم قديم له معان مختلفة، ولكن نقطة التحول الرئيسية عندما استُخدم على وجه التحديد للإشارة إلى الجزء الجنوبي من هولندا خلال ما يسمى «ثورة برابانت» أو «الثورة البلجيكية الأولى» في عام 1790، خلال فترة قصيرة من الاستقلال عن الحكم النمساوي، قبل سنوات قليلة فقط من غزو فرنسا. عاد هذا الاسم إلى الظهور بعد ثورة عام 1830، عندما نشأت بلجيكا الحديثة من مملكة هولندا بعد فترة فاترلو.
كانت بلجيكا وفلاندر أول اسمين شائعين مستخدمَين لهولندا البورغندية التي كانت سلف هولندا النمساوية، سلف بلجيكا. وهو في الأصل اسم لاتيني استخدمه يوليوس قيصر. استمر استخدام هذا الاسم من حين لآخر بطرق مختلفة حتى نشأت دولة بلجيكا الحديثة. وصف قيصر الجزء البلجيكي من بلاد الغال بأنه أكبر مساحة بكثير من بلجيكا الحديثة، بما يتضمنه من أجزاء كبيرة من فرنسا وألمانيا وهولندا الحديثة، واستخدم مصطلح «بلجيكا» مرة واحدة فقط، في إشارة إلى منطقة أصغر، معظمها الآن في شمال فرنسا، حيث كانت تعيش القبائل التي تحكم التحالف العسكري البلجيكي. عادلت هذه المنطقة مقاطعة بلجيكا سيكوندا التي كانت تحت الحكم الروماني، والتي امتدت إلى الجزء الفلمنكي الساحلي من بلجيكا الحديثة.
استُخدم اسم بلجيكا في أواخر العصور الرومانية والعصور الوسطى للإشارة إلى بلجيكا بريما الرومانية وخليفتها دوقية لورين في منطقة موزيل في ألمانيا ولوكسمبورغ وفرنسا. بدأ استخدام المصطلح القديم بالتدريج فقط في العصر الحديث للمنطقة الواقعة شمال المقاطعتين الرومانيتين البلجيكيتين، وهما الآن هولندا وبلجيكا. واستُخدم أحيانًا كاسم كلاسيكي لـ «المقاطعات المتحدة» الشمالية، سلف هولندا الحديثة، بعد انفصالها عن الجنوب الخاضع للحكم الإسباني، سلف بلجيكا الحديثة، في أوائل العصر الحديث.
العصور الوسطى
في القرن الخامس الميلادي قامت إحدى القبائل الجرمانية تُسمَّى الفرنكيين بطرد الرومان من الغال الشمالية. وأسس كلوڤيس (ملك فرنكي)، مملكة شملت الإقليم البلجيكي. وبتعميد كلوفيس في عام 496م توطدت المسيحية دينًا للدولة. وفي أواخر القرن السابع الميلادي فقد أحفاد كلوفيس السيطرة على المملكة وانتقل الحكم إلى عائلة من الحكام الفرنكيين تُسمَّى بالكارولنجيين، وحَكَم شارلمان، أعظم ملوكهم، من 768 إلى 814م. وأصبحت بلجيكا إبان حكمه مركزًا لإمبراطورية واسعة ضمت كثيرًا من أوروبا الغربية.
وفي عام 843 قَسَّم أحفاد شارلمان الثلاثة الألمانية. الإمبراطورية فيما بينهم إلى ثلاث ممالك. وبحلول القرن العاشر الميلادي كان الكارولنجيون قد فقدوا كثيراً من سلطتهم، وأدى هذا التطور إلى نشوء الدول الإقطاعية، التي بموجبها قَدَّم الأسياد المحليون الأرض والحماية إلي النبلاء لقاء خدمات عسكرية وغيرها. وأصبحت بلجيكا مركزًا هاماً للتجارة والصناعة أثناء فترة الإقطاع، الذي استمرّ ثلاثة قرون تقريبًا.
وحصلت النقابات في كثير من المدن على امتيازات من الأسياد الإقطاعيين، مما زاد الدخل الاقتصادي وأسهم في تطور نظام طبقي صارم.
وأثناء القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين حكم دوقات برگنديا البلاد المنخفضة، التي تتألف الآن من بلجيكا ولوكسمبرج وهولندا. وحقق التجار وأصحاب المصانع نجاحا اقتصاديًا وازدهرت الفنون تحت الحكم البرگندي.
تاريخ البلدان المنخفضة
حكم الهابسبورگ
خضعت البلاد المنخفضة لحكم عائلة هابسبيرج النمساوية عن طريق زواج ملكي في 1477م. ووقع الإقليم تحت سيطرة الأسبان عام 1516م. واعتبر الأسبانيون أنفسهم مدافعين عن العقيدة الرومانية الكاثوليكية، واضطهدوا البروتستانت في البلاد المنخفضة. وبدأ البروتستانت في 1566م ثورة طويلة ضد أسبانيا. وأعلنت هولندا استقلالها عام 1581م، واعترفت بها أسبانيا في النهاية بوصفها دولة مستقلة عام 1648م. ومهما يكن فقد بقيت المنطقة البلجيكية تحت السيطرة الأسبانية. ودمّر هذا الانشقاق بين البلاد المنخفضة الشمالية والجنوبية اقتصادَ بلجيكا.
وعانت بلجيكا من كساد اقتصادي أكثر، ومن الحروب التي جرت بين أسبانيا ودول أخرى فيما تبقَّى من القرن السابع عشر الميلادي، وقدمت أسبانيا المنطقة إلى النمسا عام 1713م باعتبارها جزءًا من التسوية لحرب التعاقب على الحكم الأسباني. وحققت الزراعة والتجارة تقدما عظيما في القرن الثامن عشر الميلادي. وعلى أي حال فقد حاول النمساويون أن يبدّلوا أنظمة بلجيكا الإدارية والاقتصادية والتعليمية والقانونية دون احترام للتقاليد والمصالح المحلية. وثار البلجيكيون وتغلبوا على النمسا في عام 1789م. لكن النمسا استعادت السيطرة على المنطقة في السنة التالية.
وفي عام 1794م طرد الفرنسيون النمساويين من بلجيكا. وأصبحت المنطقة جزءًا من فرنسا عام 1795م، وبقيت تحت السيطرة الفرنسية حتى سقوط الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول. ووقعت الهزيمة النهائية بنابليون في معركة واترلو في بلجيكا الوسطى عام 1815م وإبّان الحكم الفرنسي حلّت الأنظمة القانونية والتعليمية الفرنسية محل الأنظمة البلجيكية الموجودة. فاللغة الفرنسية التي اكتسبت أهمية إبان الحكم الأسباني والنمساوي، أصبحت مسيطرة في المجتمع البلجيكي. ولم يتحدث الفرنسية الوالون فقط، بل الطبقة العليا الفلمنكية أيضًا. أما اللغة الهولندية فقد ظلت لغة غير المتعلمين من الفلمنكيين.
وبعد هزيمة نابليون اجتمع قادة أوروبا السياسيون في مؤتمر فيينّا لإعادة رسم خريطة القارة. وفي عام 1815م أقر المؤتمر توحيد بلجيكا وهولندا في مملكة هولندا، وكان الهدف منها وضع حاجز أمام أطماع فرنسا في التوسع مستقبلا.
تطور الاقتصاد البلجيكي بسرعة إبان الوحدة لكن الشعب البلجيكي أصبح غير راضٍ عن سياسات الحكومة الهولندية فيما يتعلق بالتعليم واللغة والسياسة. بالإضافة إلى ذلك فإن معظم البلجيكيين من الروم الكاثوليك كانوا يعارضون الخضوع لحكم البروتستانت الهولنديين.
الاستقلال
ازدادتْ المعارضة ضد الحكومة الهولندية، وثار البلجيكيون في أغسطس عام 1830م. وأعلنت بلجيكا استقلالها في الرابع من أكتوبر. وفي أول ديسمبر اعترفت الدول الأوروبية الرئيسية -النمسا وفرنسا وبريطانيا وبروسيا وروسيا- باستقلال بلجيكا، ووقعت هذه الأقطار في الشهر الذي يليه على اتفاق تَضَمن استقلال وحياد هذه الدولة الجديدة.
وتبنّت بلجيكا في 1831م دستورًا جديدًا واختارت الأمير ليوبولد من كوبورج خال فكتوريا ملكة بريطانيا، ملكا لها. وأصبحت بلجيكا إبان حكمه الدولة الصناعية الأولى في القارة الأوروبية. بين عامي 1830م و1870م تطورت الصناعة الثقيلة في بلجيكا بسرعة وبخاصة في والونيا. وتوسعت التجارة الخارجية لهذه الدولة كثيرًا خلال ما تبقَّى من القرن التاسع عشر الميلادي.
خلف الملك ليوبولد الثاني أباه عام 1865م. وحاول إقناع الحكومة البلجيكية باتخاذ مستعمرة في إفريقيا الوسطى. وبعد إخفاق الحكومة للقيام بذلك اتخذ ليوبولد الثاني الإجراءات بنفسه. وفي عام 1885م أقام دولة الكونغو الحرة (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا). التي زودّت بلجيكا بالمطاط والعاج، والثروات القيمة الأخرى. وعاملَ وكلاء ليوبولد الإفريقيين بوحشية. وأَجْبَرَتْ الاحتجاجات في بريطانيا والولايات المتحدة الملك على تسليم السلطة في الكونغو إلى البرلمان البلجيكي في 1908م. وأصبح الإقليم عندئذ معروفًا بالكونغو البلجيكيّ.
توترت العلاقات بين الفلمنكيين الذين يتحدثون الهولندية والوالونيين الذين يتحدثون الفرنسية باطراد شديد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وحتى ذلك التاريخ كانت الفرنسية اللغة الرسمية الوحيدة للدولة، وسيطر متحدثو الفرنسية بشكل واسع على الحكومة والاقتصاد. ونال الفلمنكيون الاعتراف بالهولندية لغةً رسمية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. واستمر النزاع بين الفلمنكيين والوالونيين إلى أوائل القرن العشرين الميلادي لأن كلتا الفئتين بحثت عن مصالحها الاقتصادية والثقافية الخاصة بها.
الحروب العالمية
أصبح ألبرت ابن أخي ليوبولد الثاني ملكًا في 1909م وقاد القوات البلجيكية أثناء الحرب العالمية الأولى ( 1914 - 1918م). وفي الرابع من أغسطس 1914م دخلت ألمانيا بلجيكا في خطة للاجتياح عبر فرنسا الشرقية والشمالية. وقاتل البلجيكيون بشجاعة، وسقط آخر معقل بلجيكي بنهاية أغسطس.
احتلت القوات الألمانية كل البلاد ماعدا زاوية صغيرة في الشمال الغربي. وهرب مليون بلجيكي تقريباً إلى فرنسا وبريطانيا وهولندا. ونَفَّذ الألمان حكم الإعدام ببضعة آلاف من المدنيين البلجيكيين. وأصبحت بلجيكا مسرحًا لمعارك دامية عديدة بين قوات المحور بقيادة ألمانيا، والحلفاء بقيادة بريطانيا وفرنسا. وبدأت قوات الحلفاء في سبتمبر 1918م تحرير بلجيكا الذي تم باستسلام الألمان في نوفمبر عام 1918م.
أعطت معاهدة فرساي، التي أنهت الحرب رسميًا مع ألمانيا، مقاطعتيْ أوبن ومالمدي الألمانيتين إلى بلجيكا. كما سيطرت بلجيكا أيضا على الإقليم الإفريقي الشرقي الألماني لرواندا ـ أوروندي ( الآن رواندا وبوروندي). وساعدت مدفوعات الألمان عن دمار الحرب والمعونة الدولية على إنعاش الاقتصاد البلجيكي ليصل إلى مستواه قبل الحرب بحلول عام 1924م.
أصبحت بلجيكا أيضًا ميدانًا للقتال في الحرب العالمية الثانية ( 1939 - 1945م). اجتاحت القوات الألمانية البلاد في العاشر من مايو عام 1940م. واستسلم الجيش البلجيكي بعد ثمانية عشر يومًا. وبقي ليوبولد الثالث في بلجيكا المحتلة من قبل الألمان لكن مجلس الوزراء نقل الحكومة إلى لندن.
وفي سبتمبر عام 1944م حرَّرت قواتُ الحلفاء البلاد. وفي ديسمبر أعاد الألمان الهجوم على بلجيكا الجنوبية الشرقية، لكن الحلفاء صّدوا الهجوم وحققوا نصرًا كبيرًا في معركة بُلْج . وسَبَّبت الحرب العالمية الثانية دماراً ماديا في بلجيكا أقل مما حدث أثناء الحرب العالمية الأولى. لكن الخسارة في الأرواح بين المدنيين كانت أكثر بكثير.
مابعـد الحرب العالمية الثانية
أصبحت بلجيكا إحـدى الـدول الأولى في أوروبـا التي استعـادت رخـاءها. ومهما يكن، فقد واجهت بلجيكا أزمة رئيسية بشـأن ماسُمي بمسألة العائلة المالكـة. وانتقـدَ بشـدة عـدد كبير من البلجيكيين ليوبولد الثالث لبقائه في بلجيكا أثناء الحرب واتّهمه بعضهم بالتعاون مع الألمان. وظهر أن بقاء ليوبولد في الحكم قد يؤدي إلى حرب أهلية في 1950م. لذلك سلم السلطة الملكية لابنه الأكبر الذي أصبح الملك بودوان الأول رسمياً في يوليو عام 1951م.
أدت بلجيكا دوراً قيادياً في الشؤون الدولية في سنوات ما بعد الحرب. وأصبحت عضوا مؤسسا للأمم المتحدة في 1945م. وأصبح في العام التالي رجل الدولة بول هنري سباك أول رئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي عام 1950م اشتركت بلجيكا مع إحدى عشرة دولة في تشكيل منظمة حلف شمال الأطلسي. وساعدت أيضاً في تأسيس منظمات دولية أخرى عديدة، بما فيها البرلمان الأوروبي والجماعة الاقتصادية الأوروبية التي أصبحت فيما بعد جزءاً من الجماعة الأوروبية. وللحصول على معلومات مفصَّلة،
( أوروبا)
وفي أواخر الخمسينيات من القرن العشرين بدأ شعب الكونغو البلجيكي يطالب باستقلاله. وسلمت بلجيكا المستعمرة لأهلها عام 1960م. وكذلك أنهت بلجيكا إشرافها على رواندا ـ بوروندي في عام 1962م.
التطورات الحديثة
ازداد التوتر بين الفلمنكيين والوالونيين في الستينيات من القرن العشرين. واكتسبت بعض الأحزاب السياسية الجديدة قوة لاهتمامها بصورة رئيسية بمشكلة اللغة المثيرة للخلاف. وأكمل البرلمان في عام 1971م تعديل الدستور لتقسيم الأمة إلى ثلاث جماعات ثقافية : 1- المتحدثون بالهولندية 2- المتحدثون بالفرنسية 3- المتحدثون بالألمانية.
ولكل جماعة مجلسها الثقافي الخاص بها، وعلى المجلس أن يوافق على كل القوانين التي تتعلق باللغة أو التعليم أو الأمور الثقافية الأخرى. وأقر الدستور المعدَّل أيضا ثلاث مناطق اقتصادية: 1-الفلاندر 2- والونيا 3- بروكسل. وفي عام 1980م منحت الحكومةُ البلجيكية الفلاندر ووالونيا حكماً ذاتياً محدودا. وصار لهذه المناطق بعض السيطرة على شؤونها الاقتصادية الخاصة.
تتابع بلجيكا اليوم البحث عن حلّ دائم لمشكلات اللغة. وقد توقفت عن إنشاء الأحزاب التي تقوم على أساس الاختلاف اللغوي، ولكن لم يزل لها تأثير فعّال في السياسة البلجيكية.
ويعوق التقسيم بين جماعات اللغة البلجيكية أيضًا التعاونَ اللازم لحل المشاكل الاقتصادية للأمة. ففي منتصف السبعينيات من القرن العشرين عانت بلجيكا من رقم قياسي في التضخم المالي، ومن نسبة عالية في البطالة. ويَنْتج التضخم جزئياً من الزيادات الضخمة في سعر النفط المستورد، الذي يُزوِّد الصناعة البلجيكية بمعظم طاقتها. وتبنَّت الحكومة عام 1975م سياسة اقتصادية جديدة ساعدت على تخفيض معدّل التضخم. ثم انخفض المعدل إلى أبعد من ذلك فيما بعد. ومع ذلك استمرت بلجيكا تعاني من معدل البطالة المرتفع، ومعدل منخفض للنمو الاقتصادي. وفي عام 1993م، أجازت الحكومة البلجيكية قانونًا يجعل من البلاد دولة فيدرالية تضم مناطق الفلاندر ووالونيا وبروكسل. وبمقتضى هذا القانون تمتعت الفلاندر ووالونيا بسلطات أكبر في مناطقهما. وفي نفس العام توفي الملك بودوان وخلفه أخوه ألبرت الذي أصبح الملك ألبرت الثاني.
وفي الانتخابات العامة التي أجريت في مايو 1995م، أعيد انتخاب جان- لوك دهين رئيسًا للوزراء. وكان جان- لوك قد فاز في انتخابات عام 1991م. وفي مايو 1999م، أدى الإعلان عن تلوث العلف الحيواني بمادة الديوكسين المسببة للسرطان إلى انهيار الحكومة. وقد تم حظر بيع البيض والدجاج واللحوم في بلجيكا والدول المستوردة للمنتجات البلجيكية. شكل جاي فيرهوفستادت زعيم الحزب الليبرالي حكومة ائتلافية ضمت حزب الخضر والأحزاب الاشتراكية، وأصبح رئيساً للوزراء في يوليو 1999م.
====================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البحث الشامل عن جزيرة الدجال مُعزي لموقعه ومؤلفه

الرئيسية / أحدث الصور   لانظر كتاب المسيح الدجال ليس خوارق بل دجل وكذب وسحر للدكتور علد الغفار سليمان البنداري     البحث الشامل عن جزيرة...